العيد هو الإبتسامة الطيبة ، العيد
هو الكلمة الرقيقة الجميلة ، العيد
هو المصافحة الحارة الصادقة ،
العيد
هو المعانقة التي تذيب الحواجز
وتطوي المسافات وتزيل الحدود ،
العيد هي القلوب التي تتعلم كيف
تصفح وتتعلم كيف تحمل المعاني
الإيجابية وتتعلم كيف تنسى وكيف
تنسى
النسيان ايضاً ، العيد هو الروح
التي تضمنا جميعاً وتذكرنا بفخاء
والمحبة والوحدة .
العيد فيه مظاهر للفرح الكثير
يختلط
عليه احياناً بين الروح الإيمانية
العابقة من رمضان لكن يريد أن يفرح
بل نفرح بإتمام العدة ( ولتكبروا الله
على ماهداكم ولعلكم تشكرون )
البقرة : من الآية 185 ، والعيد هنا
هو فرحة الأطفال وبسمتهم فلا نسرق
بسمة الطفال بل نتعلم منهم كيف
نفرح
بعفوية وبساطة وبراءة ونبتسم .
في مناسبة العيد الكثير من الناس
يلاحقون الطفال ويمنعونهم من الفرحة
ومن ذلك طبعاص الألعاب النارية التي
نجد حرب ضروس عليها من الأهل
والجيران ومن الناس ، صحيح فيه
الوان من الألعاب قد تكون ضارة
وينبغي أنها لاتعمل الا في مكان
مناسب
لها لكن ايضاً ينبغي أن نمنح الأطفال
قدراً من المتعة في هذا الشهر
ومافيه
مانع أنه حتى نحن نلعب معهم في مثل
هذه المور ونتعود ان نخفف من
تكلفنا
وكبريائنا ومن هيبتنا الغير مبررة
احياناً ، أو الحديث عن آلام الأمة
وكأنه يمنعنا ايضاً من الفرح بالعيد
عيدنا وتصفية النفوس
العيد سعادة ، فيه تجدد معان ،
وتعاد ذكريات ، ترسل مع إقباله
رسائل التهاني ، تتصافح فيه الأيادي
البيضاء .
وتقال فيه عثرات الأقربين ، وتعفو
النفوس عنده عن ذنوب المخطئين .
كل صديق بصديقه فرح ، وكل محب
بحبيبه سعيد .
كم كان ميقاتا لزوال خصومة ،
وتلاقي
بعداء ، وتواصل منقطعين ، فهو بحق
يوم المحبة والصفاء .
وتبقى نفوساً قد علاه ألم خطيئة
الغير في حقها ، وسكن فؤادها جرح
قريبها أو صديقها الذي لم يراع
حرمة الميثاق ، فيقرر كل متخاصم أن
هذا جرح لا يندمل ، وخطا لايمكن أن
يغتفر ، فتكون القطيعة ويحل
الهجران
وتمر السنوات ، وتتوالى الأعوام بين
تلك القطيعة وذلك الهجران ، فلا
النفوس تهدأ ولا الآلام تنقطع .
ليتدبر تلك المقاطع في زمانه
الفائت
، يوم رأى الخصومة علاج لذاك الخطأ
، وجفوته لقريبه أو صديقه بلسماً
لذاك الذنب ، فإذا الزمن يمضي بلا
علاج ، وإذا الأيام تنمي ذاك الخصام
، والشد والأنكى توارث الأجيال
لخصومات الآباء وزيادة الجفاء بين
أبناء العمومة والأحفاد.
فيأتي العيد حاملا معه السعادة لكل
من كان بينه وبين أخيه خصومة ،
وتقبل هذه المناسبة لتغسل القلوب
من آثار ذاك التنافر ، فيتذكر عظيم
الأجر من الرحمن حين يقرا قول
الكريم
المتعال ( فمن عفا وأصلح فأجره على
الله ) فيرجو الأجر من ربه ، ويتلو
قوله
تعالى : ( وليعفوا وليصفحوا ألا
تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم .
فيجب أن يغفر الله له ، وربما نادته
فطرة الخير في نفسه للقاء من خاصمه
، فيأتيه شيطانه ويوهمه أ، هذا ذلة
، فيصحح له هذا الوهم حديث نبيه
عليه الصلاة والسلام ومازاد الله عبداً
بعفو الا عزا مسلم .
فيعقد العزم على اغتنام هذه
المناسبة للقاء قريبه ، ومصافاة
خليله ، فتجتمع النفوس بعد شتاتها
وتقرب القلوب بعد نفرتها فيفرح له
كل قريب ويسعد بهذا كل حبيب .
إن خلق الرحمة في النفس منة من الله
تعالى يجعلها في قلوب من شاء من
عباده الرحماء ، وللنفوس حظوظها في
التشفي ، ولكن لم يجعل افسلام لها
أمدا الا ثلاثة أيام وبعدها يكون
المرء ظالم لنفسه ومتعد لشرع ربه ،
ومقصراً في حقوق إخوانه ، ومن ابتدأ
السلام كان خيرالمتخاصمين ، ففز
أيها
المتاجر مع ربك لتنال هذه الخيرية
وتفوز بهذا العطاء .
العيد حضر أيها المتخاصم ، ومناسبة
الفرح حلت يا من لازلت مهاجر ،
وكلنا
على يقين بطهارة نفسك ، وسمو خلقك
وأنك راغبٌ في التواصل ، فهل ستجعل
هذه المناسبة فرصة لنيل رضا ربك
وسعادة إخوانك ومن حولك ومناسبة
كريمة للقاء كل قريب لك ؟
رحم الله قلباً تطهر اليوم
ونفساً عفت وسامحت
ويداً للمصافحة مُدت
ورجالاً ونساءً سعوا في الإصلاح
اعداد : اسراء