بحوث في القرآن الكريم
(العلامة السيد محمد تقي المدرسي)
لماذا القرآن ؟
أول سؤال يُطرح علينا هو السؤال عن
السبب الذي ندعوا من أجله الى
القرآن الحكيم .
والواقع أن هناك عدة أسباب تفرض
علينا العود الى القرآن والتدبر
فيه .
ونحن إذ نذكر بعضها بصورة مقتضبة
لا نملك سوى
بعجزنا عن الإحاطة بها جميعاً.
1- لكل منا رغباته المشروعة التي
يتمنى أن يجد سبيلا مستقيما إليها -
والقرآن الحكيم - ذلك السبيل
المستقيم المؤدي الى مصالح كل
شخص ورغباته !
وليست أهمية القرآن وعظمته منحصرة
في أنه يُحقق للناس رغباتهم
المشروعة ، ويهديهم الى سُبل السلام
- المؤدية الى مصالحهم -
بل وأهم من ذلك لأنه يُرسي قواعد
الشخصية المتكاملة التي تستطيع
بلوغ مآربها المشروعة بسهولة بالغة
.
2- ومصالح الإنسان بدورها ليست سوى
بعض تطلعاته الكبيرة أما البعض
الآخر فيكمن في بحث الإنسان الدائب -
عن الحق والخير
وسعيه المستمر لتحقيقها .
إن الإنسان يبتغي اقرار دعائم الحق
، كما يريد الوصول الى المصالح .
وأهم مايصبو إليه هو التوفيق بين
هدفيه هذين :
تحقيق الحق ، ووصول المصلحة !
والقرآن هو ذلك الحق الذي يبتغيه
البشر ويسعى نحو معرفته واقراره .
وهو - إضافة الى ذلك - يهدي الإنسان
الى التوفيق بينه وبين المصالح
الخاصة .
إذا من منّا لا يريد أن يكون إنساناً
طيباً يبتعد عن الجريمة والفحشاء ،
ويلتزم الطرق المستقيمة ، ويتحلى
بالسلوك الممتاز ؟
ولكن كم واحد منا يستطيع ذلك ؟
طبعاً قليلون .... لماذا ؟
لأن ضرورات العيش لا تدع فرصة للفرد
للتفكير في الخير والحق .
ولكن القرآن الحكيم يوفر هذه
الفرصة، إذ أنه يهدي البشر إلى
السُبُل القويمة للمصالح والتي لا
تتنافى مع الخير والحق . بل يتكامل
معهما !
3- نصطدم في هذه الحياة بعدة مشاكل
- فمن صديق ينقلب علينا ، ومن قريب
يشاكسنا ومن خسارة تفاجئنا ، وقد
تصل بنا المشاكل
الى حدّ الخروج عن محور الضبط،
والإنهيار في هاوية اليأس والضياع
والإنتحار .
ولكن القرآن الحكيم - يضع الحلول
الحاسمة للمشاكل جميعاً.
بل وأكثر من هذا يصنع الإنسان الذي
يضع الحلول المناسبة لأية مشكلة
طارئة .
اعداد : بنت زماني